من أجل ذوي الإعاقة: الشباب يُركّب “حمامات مواءمة” في مُخيمات النزوح

نفّذت شبكة شباب المنتدى الاجتماعي التنموي، مبادرة “مواءمة الخدمات الأساسية“، في خطوةٍ لافتة في ظلّ الحرب المتواصلة على قطاع غزّة، بهدف دمج الأشخاص ذوي الإعاقة وتسهيل وصولهم إلى الخدمات، رغم الصعوبات الحاليّة.

وجاءت المُبادرة في إطار سعي المُنتدى لشمولية التدخلات الإغاثية لمُكونات المُجتمع كافّة، وقد تم إعداد وتركيب ثلاث مرافق حمامات عامّة مواءمة لاحتياج الأشخاص ذوي الاعاقة وكبار السن في مُخيم في منطقة الزوايدة وسط قطاع غزة.

مبادرة “مواءمة الخدمات الأساسية

خدمات لـ 1200 نازح

هذه المراحيض التي تم تركيبها، تخدم ما يُقارب 1200 نازح ونازحة في المُخيم المذكور، منهم حوالي 15 من الأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السن، الذين يواجهون صعوباتٍ كبيرة في الوصول للمراحيض في الوضع الحالي.

وقالت هديل أبو زيد، مُدير المشروع، إنّ المبادرة تأتي في سياق دور المُنتدى الاجتماعي التنموي في ضرورة تقديم الخدمات المُختلفة، لكُل فئات المُجتمع، وخصوصًا فئة الأشخاص ذوي الإعاقة التي يُركّز عليها المُنتدى وفريقه.

فئة الأشخاص ذوي الإعاقة من أكثر الفئات التي تضرّرت خلال الحرب، وهي تُعاني مُعاناة مُضاعفة وكبيرة، نتيجةً لظروفها التي تُصعّب عليها عمليات الإخلاء والهرب من القصف، وهو ما يتطلّب ضرورة عمل المؤسسات لمواءمة كُل خدماتها، وتسهيل الأوضاع عليها.

هديل أبو زيد، مُدير المشروع

أقصى اليمين.. هديل أبو مزيد، منسق المشروع

من المُخيم الذي جرى تركيب الحمّامات فيه، أبدى نعيم المزين، 48 سنة، وهو النازح من مخيم جباليا، ارتياحه لهذا الوضع، حيث يعيش مع 9 أشخاص في خيمةٍ واحد، ومع تواجد عدد كبير من النازحين في المُخيم، تزيد المُعاناة في استخدام الحمّام، مؤكدًا أنّ الوضع أصبح أسهل وأفضل مع مبادرة الشباب.

هناك العديد من التحديات، منها انعدام سُبل الصرف الصحي والمياه والحمّامات، وقد جاء المنتدى الاجتماعي التنموي لتقديم هذه المُبادرة لما له من تسهيل على النازحين في المكان.

هيثم عوض، 22 عامًا، أحد المسؤولين عن مُخيم الإيواء

وبيّن أنّ “الحمامات تُساهم في التخفيف عن عدد من الأشخاص ذوي الإعاقة في المُخيم، بالإضافة لكبار السن، ما يُساعد في التسهيل عليهم في استخدام الحمّامات”.

الشباب يواصل مبادراته

قام بتنظيم المُبادرة والإشراف عليها، مجموعة من شبكة شباب المُنتدى الاجتماعي التنموي، التي طبّقتها مع مجموعة أُخرى من المُبادرات، كجزء من مساهمات الشباب في خدمة النازحين والمُتضررين من الحرب.

وانطلق مروان قشلان، مع عددٍ آخر من الشباب لتنفيذ المُبادرة، التي كانت لافتةً في مكانها، وساهمت في مواءمة المراحيض الموجودة بالمكان، حيث عمل مروان والشباب على حفر البئر الخاصة بالحمّام، بالإضافة للمساعدة في تركيبه وتركيب خطوط الصرف الصحي الخاصة به.

وقال مروان عن مشاركته: “كانت مشاركة مليئة بالفخر، والشباب الفلسطيني بطبيعته شباب مبادر ورغم كل الظروف المحيطة والحرب لكن لم يثبط ذلك من عزيمتنا. مستمرون في تقديم كل إمكانيات شبابنا لخدمة هذا الوطن وشعبه المحتل”.

يُعبّر الشباب دومًا على استعدادهم لأن يكونوا في الميدان، لمساعدة أهلهم وإخوانهم من النازحين والمواطنين المتواجدين في مُختلف مناطق قطاع غزّة، في ظل الحرب، وهو ما يجعلهم يدًا بيد في كُل المبادرات التي يُطلقها المُنتدى وشبكة الشباب التابعة له. 

يُشار إلى أن هذه المُبادرة، جاءت في إطار تنفيذ مجموعة من المُبادرات، ضمن مشروع “إعادة بناء الأمل للفلسطينيين” بتمويل صُندوق الأمم المُتحدة للسكان UNFPA، ومؤسسة التعليم فوق الجميع، حيث قادت شبكة شباب المُنتدى مجموعة المُبادرات على مدار الأشهر الأخيرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *