ورش تثقيف الأقران: شباب الأمل ينقلون المعرفة لزملائهم الجُدد قبل الإنطلاق نحو المبادرات
نفّذَ شباب شبكة “معًا نحو الأمل”، في الأسبوع الأخير، سلسلة من ورش “تثقيف الأقران” التي تهدُف إلى نقل المعرفة والمهارات التي تلقوها في الفترة الماضية، إلى مجموعة من أقرانهم الشباب، سعيًا لتوسيع الشبكة، استعدادًا لتنفيذ مجموعة من النشاطات والمُبادرات في الميدان.
بدأت الورش يوم 16 نوفمبر 2024، وانتهت في 23 من الشهر نفسه، حيث جرى تنفيذها في قاعة مقرّ المنتدى الاجتماعي التنموي في دير البلح وسط قطاع غزّة، بحضور منسّقي المشروع والشبكة، والشباب المُبادرين من أعضاء الشبكة.
شبكة أوسع من الشباب
وتضُم شبكة شبكة “معًا نحو الأمل” نحو 19 شابًا، تلقوا التدريبات والمعرفة في الأسابيع الأخيرة على يد نُخبة من المدربين الأكفّاء، وساهموا في إطلاق المساحات التعليميّة إلى جانب فريق المنتدى الاجتماعي التنموي، وسينضم إليهم نحو 100 آخرين، ليكتمل بذلك تكوين الشبكة.
وتضمّنت ورشات التثقيف التي قدّمها عددٌ من الشباب الـ 19 لأقرانهم، الأعضاء الجُدد في الشبكة، العديد من المعارف والمهارات، التي تركّزت على مبادئ العمل ظل أوقات الطوارئ، ومفاهيم أخرى تتعلق بالتعامل مع اليافعين والأطفال والمساهمة في المبادرات التعليميّة وغيرها.
برنامج بناء القدرات
بدأت الورش التي تأتي ضمن “برنامج بناء قدرات شبكة شباب معًا نحو الأمل“، بترحيب أنغام مطر، منسق المشروع، بالحاضرين، حيث عرّفت بالمنتدى وأكّدت على أولوية العمل الذي يقوم به حاليًا في إطار دعم العملية التعليميّة من خلال المشروع الذي تموّله “يونيسف”.
وقال عبد الحكيم عوض منسق الشبكة، إنّ هذه اللقاءات فرصة مهمة لتوسيع دائرة الشباب الذين سيعملون في الميدان، وفي المساحات التعليميّة مع الأطفال ومع المعلمين.
وتضمّنت الورشة الحديث عن إدارة المبادرات المجتمعية، ومهارات الاتصال والتواصل، والحديث المختلف حول تصميم المبادرات وتنفيذها والتجهيز لها، والفئات المستهدفة، وغيرها من التفاصيل اللافتة والمميّزة التي اندمج فيها المتدربون.
تحدي كبير ونقل للمعرفة
تقول مي عفيفة، إحدى أعضاء الشبكة التي ساهمت في تقديم الورشة الثانية عن تجربتها إنها “كانت تجربة مميّزة“، وتُضيف متحدثةً بإسهاب عن هذه التجربة “أوّل مرة بعطي تدريب لحد من جيلي.. اكتسبت خبرة كتير من خلال الجلسة وكان في تبادل معرفة بينا وأفكار وإن شاء الله الفترة القادمة حيكون تنفيذ للمبادرات المقترحة وتنفيذها على أرض الميدان”.
صهيب أبو جلبمو، هو الآخر كان أحد مُقدمي الورش، الذي خرجَ متفائلًا وهو يقول “القدرات والأفكار والطاقة إلّي شُفتُهم من شبابنا قادرين على المستحيل ليبنو جيل التغيير والإبداع عشان فلسطين”.
أمّا بسمة شلدان، إحدى الشابات الجُدد اللواتي سينطلقن في العمل مع الشبكة، فتقول عن مُشاركتها: “خضت تجربة تدريبية مميزة في تدريب تثقيف الأقران، تعلمت أهمية نشاطات الاتصال والتواصل الفعّال.. وتعلّمت كيفية تصميم رسائل تعليمية مؤثرة تلامس احتياجات الأطفال، وتعزز من قدرتهم على اتخاذ قرارات صحية سليمة ضمن بيئتهم المجتمعية”.
فيما قالت نغم الزين، التي حضرت في الجلسات إنّ “تثقيف الأقران هو أشبه برحلة اكتشاف لنفسي وقدراتي وتحدي بالنسبة لي كيف أنقل الفكرة وأشارك خبرتي ومعرفتي بحوار متفاعل مع زملائي”.
يُشار إلى أنّ هذه الورش تأتي في إطار مشروع “شبكات الشباب لتعزيز فرص التعليم والرفاهية للأطفال والمُراهقين“، الذي أطلقه المُنتدى الاجتماعي التنموي “SDF”، بالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونسيف”، ولجنة الشباب الاستشارية “YAP”، في قطاع غزّة.
ويهدُف المشروع إلى إعادة الأطفال والمُراهقين إلى الأجواء التعليميّة ومحاولة التخفيف من الفجوة التي يُعانون منها، نتيجةً للانقطاع الطويل عن العملية التعليمية الرسميّة جراء الحرب المُستمرة منذُ أكتوبر 2023، لكن بطريقة مُختلفة وتفاعليّة وشبابيّة أكثر.