“مساحة التعليم الآمن”.. فرصة تفاعلية وثقافية للأطفال والشباب في مُخيمات النزوح
لأنّ الأطفال والفتية بحاجة لمساحة، حرمتهُم منها الحرب، جاءت مُبادرة “مساحة التعليم الآمن” التي أطلقها المُنتدى الاجتماعي التنموي SDF، بجهود الشباب المتطوعين، في عدّة مُحافظات وفي مُخيمات النازحين في قطاع غزّة.
المُبادرة الجديدة تهدُف إلى خلق مساحة آمنة لأنشطة التعليم غير الرسمي والدعم النفسي الأولي للأطفال والمُراهقين، حيث جرى إنشاء مساحتين، الأولى في المحافظة الوسطى، والثانية في مُحافظة خانيونس جنوب القطاع.
مساحة أوسع للتفاعل والتعلّم
هذه المساحات، انطلقت فيها العديد من الأنشطة اللامنهجية المتنوّعة والشعبية المُختلفة، تركّزت بشكلٍ أساسي على الشباب والأطفال والمُراهقين، بقيادة الشباب المُبادرين بشكلٍ أساسي، ومن هذه الأنشطة: الدبكة الشعبية، التعليم اللامنهجي، الترفيه والأنشطة الغنائية والألعاب والتفاعليّة.
تقول هديل أبو زيد، مدير المشروع في المُنتدى الاجتماعي التنموي، إنّ المُبادرة انطلقت كي تُتيح للأطفال والشباب مساحةً لتغيير نمط حياتهم الذي عوّدتهم عليه الحرب، فبدلًا من ضياع اليوم فقط نحو الالتزامات اليوميّة من تعبئة مياه والتنظيف وغيرها، أتاحت لهم مساحةً أوسع للتفاعل واللعب والترفيه وتعلّم عدّة مهارات.
الدبكة الشعبية والترفيه
واحدة من المهارات التي انطلقت في المساحات الآمنة، هي فكرة تعليم الدبكة الشعبية للأطفال في مُخيمات النزوح، كجزءٍ من تعليم التراث الوطني والشعبي الفلسطيني، وفي السياق نفسه، فرصة لإخراج الأطفال من أجواء الحرب اليوميّة.
نفّذَ المُبادرة، محمد الحويحي، المُبادر وأحد المتطوعين في شبكة شباب المُنتدى، حيث قدّم للأطفال في مُخيم “عشان فلسطين 3″، العديد من دروس تعليم الدبكة على مدار أيامٍ مُختلفة، وعلى وقع الأغاني الشعبية الوطنية.
يقول الحويحي إنّ المبادرة فرصة جيّدة لتعليم الدبكة، بصفتها جزءًا مهما من التراث الشعبي، في ظلّ غياب نشر الثقافة الشعبية الفلسطينيّة، وانغماس الأطفال في ظروف الحرب منذُ أكثر من عام.
وخلال المُبادرة، اندمج الأطفال بشكلٍ كبير في دروس تعليم الدبكة المُختلفة، بعد أن كانوا يقضون أيامهم ما بين الجلوس في الشمس الحارقة والبحث عن مساحة للتظلّل، وتعبئة المياه، أو الوقوف في طوابير الطعام في التكيات.
يُشار إلى أن هذه المُبادرة، جاءت في إطار تنفيذ مجموعة من المُبادرات، ضمن مشروع “إعادة بناء الأمل للفلسطينيين” بتمويل صُندوق الأمم المُتحدة للسكان UNFPA، ومؤسسة التعليم فوق الجميع، حيث قادت شبكة شباب المُنتدى مجموعة المُبادرات على مدار الأشهر الأخيرة.