حسام العمصي: معاناة النزوح تستمر.. والمؤسسات تُحدث فرقًا
يعيش حسام محمد العمصي، البالغ من العُمر 42 سنة، داخل مخيم التوبة في مدينة دير البلح وسط قطاع غزّة، وذلك في خيمة يقطنها 7 أشخاص، هو وزوجته وخمسة من أطفاله، الذين يُعانون من الحر ومن الوضع الصعب والحشرات وغيرها.
بالأصل، كان العمصي من سكان حي الزيتون شرق مدينة غزة، حيث نزح من المدينة الشمالية في نوفمبر 2023 ، بعد أن طلب الاحتلال من السكان الخروج والنزوح نحو ما يُسميها “المناطق الآمنة” في الجنوب. اتجه حُسام مع عائلته نحو مخيم البريج، عند أقاربَ له، ويقول “أول مرة دخلوا البريج في شهر 12 رحت على مدينة رفح، كنت فيها لمدة شهر ونصف تقريبًا، حتى بدأ تهديد رفح”.
بعد الخروج، عادت عائلة العمصي من مدينة رفح إلى مخيم البريج مرةً أخرى، عند أنسبائه، أهل زوجته، وقبل شهرين أو ثلاثة حينما بدأ الاحتلال التهديد باجتياح مخيم البريج، فاضطر حُسام وأطفاله إلى التوجه نحو دير البلح، ليقول “أنا الآن منذ ثلاثة أشهر في المخيم نازحًا داخل الخيمة”.
كان العمصي يعمل كموظف حكومي في غزّة، ما قبل بدء الحرب الإسرائيلية، والآن بات بلا عمل وبلا أيّ فرص، دون راتب أو عائد مادي يُعيل عائلته، حيث لا يستطيع حتى شراء طرد من الخضار والاحتياجات اليوميّة للأسرة التي تعيش داخل الخيمة.
ويقول العمصي خلال لقائه مع المنتدى الاجتماعي التنموي، الذي قام بتوزيع طرود الخضار على الأسر النازحة في المُخيم “بيتي في غزة تم تدميره بشكلٍ كامل ولم يبقَ لي شيءٌ أعود إليه”.
معاناة النزوح صعبة، الخيمة نعيش فيها في حرٍ شديد جدًا في فصل الصيف، ورطوبة ووضع لا يُحتمل، وحشرات، في المياه نُعاني منها، كل خمس أيام حتى نستطيع الحصول عليها، والمياه الحلوة للشرب والطبخ مُكلفة جدًا، وفيها ازدحام كبير وطلب كبير عليها. شيء لا يُمكن وصفه، حيث نكون أكثر من 150 شخص في انتظار طابور المياه. يتحدث حسام عن معاناة النازحين في تعبئة المياه.
حسام العمصي
يُشيد حسام بما تقوم به المؤسسات، وخصوصًا توزيع الطرود والخضار الذي تم من قبل المنتدى الاجتماعي التنموي، بالشراكة مع مؤسسة التعاون، قائ لًا إن هذا الأمر مهم جدًا للعائلات.
ويتحدّث عن الفارق الذي يُحدثه هذا الطرد بالقول “كيلو البندورة وصل 15 شيكل، لا نستطيع توفيره.. كنت بحاجة لتوفير خضار لعائلتي من السوق، لكن بمجرد معرفتي بوجود توزيع طرد خضار فرحت جدًا، وارتحت لهذا الأمر”.
سألنا حسام العمصي عمّا إذا كان هُناك أمل، لكنه مثل العديد من النازحين، يرى أن “ليس هناك أمل في الواقع ومن منطلق ما يسمعه في الأخبار”، لكن الأمنية الوحيدة له وللعديد من النازحين والناس الذين يُعانون من ويلات الحرب، أن تنتهي هذه الإبادة، ويعود إلى بيته، حتى لو اضطر إلى وضع خيمة أمام أنقاضه.