بالأمل والعمل وجهود الشباب.. المنتدى يبدأ مشروعًا جديدًا لتعزيز فرص التعليم في ظلّ الحرب
بعد أكثر من 10 أشهر من الحرب ومُعاناة النزوح والانقطاع عن التعليم، عادَ الشباب للإنطلاق مُجددًا، بقوّة وبحماسٍ كبيريْن، من خلال مشروع “شبكات الشباب لتعزيز فرص التعليم والرفاهية للأطفال والمُراهقين“، الذي أطلقه المُنتدى الاجتماعي التنموي “SDF”، بالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونسيف”، ولجنة الشباب الاستشارية “YAP”، في قطاع غزّة.
ما الهدف؟
يهدُف المشروع إلى إعادة الأطفال والمُراهقين إلى الأجواء التعليميّة ومحاولة التخفيف من الفجوة التي يُعانون منها، نتيجةً للانقطاع الطويل عن العملية التعليمية الرسميّة جراء الحرب المُستمرة منذُ أكتوبر 2023، لكن بطريقة مُختلفة وتفاعليّة وشبابيّة أكثر.
ويُركّز المشروع على تحسين وصول الأطفال والمراهقين إلى أنشطة التعليم غير الرسمي ورفع الوعي بقضايا العنف والحماية وتحسين مهاراتهم، إضافة إلى إنشاء مساحات تعليمية آمنة في مناطق مختلفة من قطاع غزة، وكما يساهم في زيادة مشاركة الشباب من كلا الجنسين في دعم المبادرات التعليمية والترفيهية للمراهقين والأطفال وتشكيل شبكة شبابية لتحقيق هذا الغرض.
عام كامل في كُلّ غزة
انطلق المشروع في مايو 2024، ومن المُتوقّع أن يستمر مدّة عامٍ كامل، حيث يعمل على إقامة نقاط تعليمية آمنة في ثلاثة مناطق، الأولى في جنوب قطاع غزّة، والثانية في وسط القطاع، والثالثة في شماله.
يستهدف الأطفال من عُمر 9 حتّى 13 سنوات، والشباب واليافعين من عُمر 14 حتى 17 عامًا، بالإضافة إلى مُجتمع العائلات الفلسطينية التي تضُم الأطفال والطُلاب والذين يُعانون جراء الحرب.
كادر تعليمي وشبكة شبابيّة
انطلق المشروع في البداية من خلال مجموعة من المقابلات مع المُعلمين الذين سينضمّون إلى فريقه، للاستمرار في تنفيذ فكرته الواسعة، حيث جرى اختيار 18 مُعلمًا موزّعين على مناطق قطاع غزّة الثلاث، في مواد اللغة العربية واللغة الإنجليزيّة والرياضيات، بواقع 6 مُعلمين لكُلّ مادة.
إلى جانب هذا الفريق المُميّز والمُختار بعناية من المُعلمين ذوي الخبرة والكفاءة، سيضُم المشروع شبكة واسعة وفريق من الشباب الفعّال، لقيادة سلسلة مُبادرات وتدريبات سيتم تنفيذها خلال فترة التنفيذ، تتركّز على الأطفال واليافعين والشباب.
وتأتي الشبكة تحت اسم “شبكة شباب معًا نحو الأمل”، التي ستتضمّن نحو 20 شاب وشابّة، انطلقت عملية اختيارهم بلجنة مُقابلات، قامت باختيارهم بكفاءة. وسيقوم الشباب لاحقًا بتقديم تدريب لشباب آخرين، فيما سيقود كُل الشباب في إطار الشبكة المُبادرات، وسيدعمون عملية التعليم في النقاط الآمنة المُحددة.
أجواء إيجابيّة جدًا
تقول أنغام مطر، منسقة المشروع في المنتدى الاجتماعي التنموي إن “هدفنا تعزيز وصول الأطفال واليافعين للتعليم وتجسير الفجوة التعليمية التي تولّدت لديهم بفعل العدوان على قطاع غزة، وتطبيقه بطريقة فعّالة من خلال استعمال الأنشطة التفاعلية والنفسية لتحفيز الأطفال واليافعين على الالتزام”.
إن الأجواء إيجابية جداً لأن الجميع متعطّش حتى يعود ليمارس حياته ما قبل الحرب، والأطفال متعطّشين لاستكمال التعليم بعدما عاشوا تجاربَ مؤسفة أكبر من سنهم، والشباب جدًا متحمسين ليعودوا في تنفيذ أنشطة مجتمعية، أمّا المعلمين فأبدعوا أكثر لحتى ينجحوا في جذب الطلاب للمساحات التعليمية.
أنغام مطر، منسقة المشروع
إبادة القطاع التعليمي
يأتي المشروع الذي يستمر المنتدى الاجتماعي التنموي في تنفيذه، في ظلّ الحرب الإسرائيلية المُستمرّة، التي استهدفت العملية التعليميّة بشكلٍ خاص، بما فيها وقف الطلبة عن التعلّم وتدمير المدارس والبنى التحتية الدراسيّة.
وحرمت الحرب المُستمرّة منذُ نحو 10 أشهر، 800 ألف طالب وطالبة من حقهم في التعليم، بينما خرجت 85% من المنشآت التعليمية عن الخدمة نتيجة لاستهدافها المباشر والمتعمد، ما سيشكل تحديًا كبيرًا لجهود استئناف العملية التعليمية بعد نهاية الحرب.
ودمرت الحرب حتّى شهر يونيو الماضي، 110 مدارس وجامعات بشكل كلي، و321 مدارس وجامعات بشكل جزئي، فيما أودت بحياة أكثر من 10 آلاف طالب وطالبة، وفق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.