إسعاف نفسي أوّلي.. فريقنا ينطلق في دعم أكثر من 700 نازح في مراكز الإيواء
انطلقت مجموعة من جلسات الدعم النفسي الأوّلي، التي يُقدّمها المُنتدى الاجتماعي التنموي (SDF)، لأعدادٍ من المُستفيدين في مراكز الإيواء التي أنشأها فريقنا في الأشهر الماضية، بهدف دعم النازحين في ظلّ الظروف الحاليّة مع استمرار الحرب لعامها الثاني على التوالي.
جلسات الدعم النفسي الأوّلي، بدأت على مجموعتيْن، الأولى في وسط قطاع غزّة، والثانية في مدينة خانيونس، جنوب القطاع، حيث تتركّز على فئات الأطفال والفتية والنساء والأشخاص ذوي الإعاقة، وهي من الفئات الأساسية التي يقوم المُنتدى باستهدافها خلال العدوان.
وانضمّت إلى كُلّ مجموعة من مجموعات الدعم النفسي، 12 مُشاركًا من المُستفيدين المُستهدفين، إذ جرى تكوين عدّة مجموعات تنسجم مع بعضها البعض، من حيث الفئات العُمرية المُتقاربة، وستحصُل كُل مجموعة على ثلاث جلسات دعم نفسي، من قبل فريق عمل المُنتدى الاجتماعي التنموي.
5 مُيسرين يُقدّمون الجلسات
يقود الجلسات 5 مُيسري دعم نفسي، اختارهم المُنتدى بعناية من الشباب العاملين معه، بعد مجموعةٍ من المقابلات المكثّفة التي أقامها مُختصين، حرصوا على الاختيار المُهمّ، لضمان تقديم أفضل خدمة للمستفيدين خلال الجلسات.
قدّم المُنتدى للمُيسرين الخمسة مجموعةٍ من اللقاءات التحضيرية في مجال الدعم النفسي، بهدف ضمان تقديم جودة أفضل في الجلسات مع المُستفيدين.
وقال ريان ريان، أحد مُيسّري الدعم النفسي عن الجلسات: “كانت فكرتي عن جلسات الدعم النفسي إنها مجرد تفريغ وكلام، لكن بعد ما أخذت العديد من الجلسات وتدرّبت على آلية تقديمها للمستفيدين، تغيّرت وجهة نظري فيها صراحةً، أصبحت مؤمنًا بشكلٍ أكبر بأهمّيتها، خصوصًا في ظلّ الأوضاع الحالية التي يعشها شعبنا، وآمنت بأهمية الدعم النفسي والإسعاف النفسي الأوّلي، والفرق بينهما، وتأثيرهما على حياة الناس”.
الهدف من جلسات الدعم النفسي التي يُقدّمها المُنتدى في الخيم ومراكز الإيواء، واحد ومُهم: تقديم إسعاف نفسي أوّلي، لتخفيف الضغوط. يُركّز فريقنا على هذه الخطوة، في ظلّ ما يُعانيه النازحين من ظروف معيشية واجتماعية واقتصادية صعبة، في مراكز الإيواء والمُخيمات، وهو ما يؤثّر على حياتهم اليوميّة.
من المتوقّع أن يُشارك في الجلسات أكثر من 750 شخصًا، هُم المستهدفين فيها، وفق الفئات المذكورة أعلاه، وقد انطلقت الجلسات مع نهاية شهر سبتمبر/أيلول 2024، ويرى فريقنا أنّها ستستمر حتى نهاية شهر ديسمبر/كانون الأوّل القادم، لضمان استفادة كُلّ الفئات.
عمل مُستمر في عدة مسارات
وقال ولاء كراجة، مدير المشروع، إنّ العمل مُستمر في عدّة سياقات، بالبداية قام فريقنا بدعم مئات النازحين بتوفير المأوى والخيم ومُختلف الاحتياجات اللازمة لحياتهم ومعيشتهم، وفي نفس النطاق يعمل على سياق آخر، وهو الدعم النفسي الأوّلي، ما يُساعد النازحين في محاولة الاستمرار في الوضع الحالي.
وبيّن كراجة أنّ جلسات الدعم النفسي الأوّلي، لها من الأهمية الكبيرة، بما يُساعد النازحين في الظروف التي يعيشونها، رغم أنها ليست كافية لتحمّل عامٍ كامل من الحرب، ما يتطلّب تظافر الجهود وتكثيفها، لتحسين حياة الناس.
من جانبه، قال خليل فحجان، أحد مُيسري الجلسات إنّ “الأطفال هم الرسائل الحية التي نرسلها إلى زمن لن نراه” في تجربتي كميسر دعم نفسي، أدركت أن كل طفل يحمل بداخله قصة تستحق أن تُسمع، وجراحًا تسعى للتعافي. كل جلسة أعيشها معهم تُشعرني بأن الدعم النفسي ليس مجرد تقديم أدوات أو إرشادات، بل هو رسالة تفيض بالحب والرعاية، أعيش كل يوم لحظات من الأمل والإنسانية التي تلهمني، الأطفال الذين ألتقي بهم يعيدون تعريف القوة والشجاعة في نظري، إن قضية الأطفال ليست على الإطلاق مجرد قضية وقتية، بل هي قضية المستقبل، قضية الأمل الذي نحمله معهم”.
هذه الجلسات التي ستستمر حتى الأشهر القادمة، تأتي في سياق مشروع “المأوى للأزمة الإنسانية في غزة والاستجابة للمواد غير الغذائية” الذي يُنفّذه المنتدى الاجتماعي التنموي بالشراكة مع مؤسسة ShelterBox، الذي يهُدف لتقديم عدّة خدمات، أهمها المأوى وما يترافق معه من احتياجات ضروريّة.
ومنذُ بداية الحرب الإسرائيلية في 7 أكتوبر عام 2023، أطلق المنتدى برنامجه للاستجابة الطارئة لاحتياجات المواطنين الفلسطينيين تحت عنوان “عشان فلسطين“، وفي سياقه يأتي العديد من المشاريع الخدماتية التي تُساعد الناس في ظلّ المُعاناة.